في ديناميكيتها وإبداعها الواسعين، برزت ثقافات الشتات الأفريقي كتعبير فني مهيمن كرس لظهور نهضة هارلم، أو ما يعرف Harlem Renaissance في جميع أنحاء العالم، وهي حركة نهضة ثقافية كبرى امتدت طوال فترة العشرينات من القرن العشرين، وقد كانت الشعوب البشرة السمراء في جميع أنحاء العالم، على مدار المائة عام الماضية، في خضم صراعات ملحمية من أجل الحرية والحقوق المدنية والاستقلال والذي أخرج الثقافة الإفريقية في أقوى وأعمق صورها لتعبر عن تلك المرحلة بطريقة مذهلة.
نهضة هارلم
حسب موقع history.com، فقد اشتملت نهضة هارلم، والتي بدأت إرهاصاتها الأولى بالعام 1910، ووصلت لأوجها في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، والتي تُعد العصر الذهبي للثقافة الأمريكية الأفريقية متضمنة مختلف أشكال التعبير الثقافي والفني والإبداعي من أدب ولموسيقى وفن تشكيلي وصولًا للأداء المسرحي، وذلك للأمريكيين الأفارقة في الشمال الشرقي والغرب الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية، وهي المناطق الأكثر تأثراً بحركات الهجرة الكبرى للسود، حيث كان لحي هارلم بمنهاتن نيويورك النصيب الأكبر فيها، حيث تعد نيويورك حاضنة للموجات الإبداعية الجديدة ومقراً للفنانين من جميع الثقافات.
ظهرت بقوة الموسيقى السوداء الغنية في تلك الفترة واستمرت في النمو والتطور حتى تحولت لصرعة عالمية خاصة موسيقى الجاز والبلوز والإسبريت (الروحية) وموسيقى الأنجيل والتي بدأت تتطور وتندمج في العديد من الأساليب الموسيقية التقليدية في ذلك الوقت.
حي هارلم في أمريكا
حسب الموقع السابق، فقد كان من المفترض أن يكون حي هارلم الشمالي في مانهاتن هو حي أبيض من الدرجة العليا في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، لكن التطور المفرط السريع أدى إلى مباني فارغة وملاك يائسين يسعون إلى ملئها، وفي أوائل القرن العشرين، انتقلت بعض العائلات السمراء من الطبقة المتوسطة من حي آخر المعروف باسم Black Bohemia إلى Harlem، وتبعت العائلات الأخرى. حارب بعض السكان البيض في البداية لإبقاء الأميركيين الأفارقة خارج المنطقة، لكنهم فشلوا في النهاية وتحول الحي شيئا فشيئًا لمنبع وموطن الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية.