محمد رفعت – الخرطوم – 20 اغسطس 2023

يشهد السودان موجة من العنف والنزوح في ظل الصراع المستمر بين الجيش السوداني والدعم السريع.

حيث اندلعت اشتباكات مسلحة في عدة مناطق من البلاد، خاصة في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين والعسكريين.

كما أدى التصعيد الأمني إلى نزوح آلاف المواطنين من منازلهم، وتدهور الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد.

المعارك في الخرطوم

شهدت عدة مناطق من الخرطوم، يوم الأحد، تصاعدًا في العنف بين قوات الجيش والدعم السريع.

وقال مصادر محلية إن المعارك استخدم فيها سلاح المسيرات والقصف المدفعي، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين والعسكريين.

وتبادل الجيش والدعم قصفًا مدفعيًا عنيفًا استهدف مواقع الطرف في مناطق شرق الخرطوم ووسطها وجنوبها، وشوهدت أعمدة من الدخان ترتفع من عدد من المواقع عقب قيام الطائرات المسيرة التابعة للجيش بقصف هذه المواقع.

وأفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجارات عنيفة ومتوالية في المدينة الرياضية جنوبي مدينة الخرطوم.

وأكدت مصادر محلية إن مسيرات تابعة للجيش قصفت مواقع لقوات الدعم بأحياء الصحافة والعشرة والشجرة، جنوبي مدينة الخرطوم. وفي حي الشجرة بالتحديد جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم بمحيط سلاح الذخيرة.

طائرات الجيش في أم درمان

أما في أم درمان، فقد حلّقت طائرات الجيش السوداني، ورافقها قصف مدفعي استهدف مواقع مختلفة لالدعم. وفي غربي وسط المدينة، دارت اشتباكات بأسلحة مختلفة بين الجانبين.

المعارك في دارفور وكردفان

وفي كردفان، أفادت تقارير اعلامية محلية بوصول تعزيزات عسكرية من الجيش إلى ولاية غرب كردفان، لفرض الأمن، ووقف عمليات النهب في مدينة الفولة، بينما توجهت تعزيزات عسكرية أخرى لتأمين حقول البترول.

ومن جانبه، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، أن قوات العمل الخاص تمكّنت -أمس السبت- من قتل 45 من عناصر  وصفها بـ “المليشيا المتمردة” في منطقة الشجرة جنوبي الخرطوم.

ونتيجة للوضع الأمني المتدهور، أفاد شهود عيان أن الاشتباكات المتواصلة في مدينتي نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور، ومدينة الفولة بولاية غرب كردفان، فاقمت من المأساة الإنسانية، بينما تستمر حركة نزوح المدنيين فرارًا من المعارك.

وتحدث الفارّون عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، جراء الاشتباكات التي شملت أغلب أحياء نيالا، وحسب شهود عيان، فإن القتال العنيف والمستمر بين الطرفين أسفر عن موجة نزوح واسعة خارج المدينة، التي انقطعت عنها خدمات الماء والكهرباء.

التأثير على الوضع الإنساني والاقتصادي

الصراع الدائر في السودان له تأثير سلبي كبير على الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد. وفقًا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 6 ملايين سوداني باتوا على شفا المجاعة، بسبب نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية. كما أن أكثر من مليون شخص نزحوا من منازلهم، بحثًا عن ملاذ آمن من العنف. وتعاني البلاد من انهيار اقتصادي، بسبب تدهور العملة وارتفاع التضخم وانخفاض إنتاج البترول.

وطالبت المنظمات الدولية والإقليمية بوقف فوري لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، لإيجاد حل سلمي للأزمة. كما دعت إلى فتح المجال الإنساني، والسماح بوصول المساعدات إلى المحتاجين.

 

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version