سيبويه يوسف-  ١١ يوليو ٢٠٢٣

تستضيف القاهرة غدا الخميس مؤتمر قمة لدول جوار السودان ، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار.

ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة”.

وقال بيان صادر من الرئاسة المصرية أن هذه القمة تأتي “في ظل الأزمة الراهنة في السودان حرصاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني.

وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل”.

الانظار تتجه صوب القاهرة

وتنبع أهمية مؤتمر القاهرة لدول جوار السودان بعد تعثر قمة الايقاد بعد رفض السودان الدخول في المباحثات رغم وصول ممثليه الي العاصمة الإثيوبية اديس ابابا ، وكانت الخرطوم اعترضت علي ترأس كينيا للمبادرة الافريقية بواسطة الايقاد، مما جعل المبادرة تقف في منحي بعيد عن مشاركة طرفي النزاع لتقديم تصور لمراحل جديدة ، ويقول المحلل السياسي السوداني محمد السناري لـ ” دوت افريقيا نيوز” ان القاهرة تملك العديد من الاوراق المهمة التي تستطيع بها تقديم مقاربة تسرع من وتيرة مرتكزات للحوار يقوم علي توحيد رؤي دول الجوار السوداني التي تخشي من استمرار الحرب وتداعياتها علي المنطقة ، وخاصة ان العلاقة التي تربط بين السودان ومصر تقوم علي أسس تاريخية وجغرافية وثقافية تمكنها من القيام بادوار كبيرة في المرحلة المقبلة.

بجانب ان البيان الختامي لقمة الايقاد قد رحب بكل المبادرات التي تقوم بها دول جوار السودان بما يقود الي حل المشكل السوداني.

حلول إفريقية – عربية

وفي المقابل قال الدكتور رمضان قرني خبير الشؤون الإفريقية ونائب رئيس الجمعية العلمية للشؤون الإفريقية في تصريحات صحفية، إن قمة دول جوار السودان التي دعت إليها مصر تأتي في إطار البحث عن حلول عربية وإفريقية للأزمات الراهنة، كما أنها تأتي في سياق الجهود المصرية مع القوى الإقليمية والدولية لمحاولة حل واحتواء الأزمة الراهنة بالسودان، وذلك منذ اللحظة الأولى للأزمة وطرح مبادرة مصرية – جنوب سودانية مشتركة والتواصل مع كينيا وتشاد والقوى الدولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين.

وأضاف قرني، “في تصوري أن أهداف مصر من هذه القمة لن تخرج عن الأهداف التي أعلنتها القاهرة منذ اليوم الأول للأزمة وتنحصر في الأهداف والتوجهات الرئيسية المتمثلة في الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ووحدة التراب السوداني، حقن دماء المواطنين السودانيين وحفظ مقدرات الدولة السودانية”.

وحول طبيعة وملامح القمة المقررة، أوضح أنه رغم أن القمة تحدثت عن دول الجوار بشكل عام غير أن القاهرة تحدثت عن دول الجوار المباشر، مشيرا إلى أنه طبقا للامتدادات الجيوستراتيجية والجغرافية للسودان فإنه يشترك في الحدود المباشرة مع 7 دول رئيسية وهي مصر، ليبيا، تشاد، جنوب السودان، إثيوبيا، إريتريا، وإفريقيا الوسطى، وهو ما يؤكد أهمية الأبعاد الجيوستراتيجية للأزمة.

ونوه إلى أن التحرك المصري جاء ليبعث برسالة غير مباشرة وينبه المجتمع الدولي إلى أن التحركات والمسارات الإقليمية والدولية الحالية أغفلت أو أهملت التنسيق مع دول الجوار المباشر وهي الدول المعنية مباشرة بتداعيات الأزمة السودانية، مشددا على أن هذه الرسالة مهمة جدا جدا.

وأشار إلى أن تحركات منظمة الـ “إيجاد” (IGAD) ، والوساطة التي تقوم بها بعض الدول مثل السعودية بالتعاون مع الولايات المتحدة، والرباعية الدولية، والآلية الثلاثية التي تضم الايجاد والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، كل هذه التحركات أغفلت التعامل المباشر مع دول جوار السودان.

وأعرب الدكتور رمضان قرني عن اعتقاده بأن الرسالة الأولى للقمة هي أنه آن الأوان كي يضع المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والدولية دول جوار السودان المباشر في صلب الأزمة وأن يكونوا جزء من الخيارات الدبلوماسية والتسوية السياسية للأزمة.

ولفت إلى أن دعوة القمة كان لديها نوعا من الطرح البراجماتي، مؤكدة على أن الأزمة شديدة الخطورة وممتدة منذ منتصف إبريل حتى الأن ولم يبدو أي بوادر لحلها سياسيا، وحتى المبادرة الأخيرة لـ “إيجاد” للجمع بين برهان وحميدتي لم تنجح

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version