وكالة الانباء السودانية (سونا) – الخرطوم – 31 يوليو 2023

في القمة الأفريقية الروسية الثانية التي انعقدت في بطرسبورج الروسية قبل يومين، ألقى نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إير كلمة أشاد فيها بالإنجازات التي حققتها أفريقيا في مواجهة التحديات التي عانت منها خلال العقود السابقة وأكد على أن أفريقيا أصبحت عاملا مهما وفاعلا كبيرا.

وأوضح أن أفريقيا تلعب دورا كبيرا في تحقيق التنمية البشرية وأنها تحتل المركز الثاني على مستوى العالم من حيث المساحة وعدد السكان وأنها تتمتع بإمكانات ضخمة وعناصر متعددة تمنح القارة قدرة على الريادة والمساهمة في حل أزمات الغذاء والطاقة وغيرها من المشكلات التي تواجه شعوب العالم وكذلك مشكلة اللجوء وأشار إلى أن القارة المتطورة تحتاج إلى التغلب على الفجوات التي تعترض دولها.

وأضاف أن المشكلة ليست في الموارد البشرية والطبيعية التي تزخر بها القارة، بل في مدى كفاءة إدارتها وقال “إن اهتمامنا دائمًا وتركيزنا في هذه المؤتمرات هو الحديث عن المدن وليس الريف” وسأل خلال بيانه المشاركين ماذا سيربح المزارعون والريفيون من نقاشاتنا هذه؟ وهل نشعر بالقلق من التغيرات المناخية والبيئية التي نعاني منها؟ هل نفكر في إيجاد طعام كاف للبقاء على قيد الحياة؟ كما استفسر عن كيفية استخدام الفضاء الرقمي وثورة المعلومات في ظل نظام دولي جديد يشكل نفسه و يؤثر على جميع جوانب حياتنا اليومية في كل مجال، مما يصعب التنبؤ به، كما تشير المؤشرات إلى ذلك وطرح السؤال التالي: ألا يكون أفضل لو ركزنا جماعيًا على تطوير المناطق الريفية بدلاً من المدن؟ حتى نستطيع بدء عملية إعادة توزيع الموارد، والتي ستؤدي إلى تنمية متزنة وبالتالي عكس ظاهرة الهجرة من المدن إلى الريف.

‎كما أكد السيد النائب علي اهمية منبر التعاون الروسي الافريقي مشيرا الي ان اهميته بالنظر للظروف الدولية التي نعيشها في عالم اليوم . ومن هذا المنطلق لابد من الوقوف على ما تم انجازه من مخرجات القمة الاولى التي انعقدت اعمالها في العام 2019م في مدينة سوتشي ، خاصة وان الفترة ما بين القمتين شهدت تحديات عالمية كثيرة كانت ابرزها جائحة كورونا التي اظهرت للعالم اهمية التعاون فيما بين الشعوب من اجل محاصرة التحديات الجسام والعمل على ايجاد حلول ناجعة، فاليوم نواجه بتحديات كبرى تنعكس اثارها على كوكبنا مثل (آثار جائحة كرونا -الجماعات الارهابية -التطرف -الهجرة غير الشرعية -التغييرات المناخية-الازمة الاقتصادية ونقص الغذاء -التسابق في التّسلح -القرصنة الإلكترونية -التنمية المستدامة وحقوق الاجيال القادمة -التكتلات العسكرية) وغيرها من التحديات التي تحتاج منا الى تضافر الجهود لمواجهتها فهي قضايا لا تمس احدنا دون الآخر واضرارها تنعكس على كافة البشرية.

‎واشار السيد النائب خلال بيانه الي ان ما يشهده العالم من تغييرات وتكتلات سياسية واقتصادية والدعوة لإصلاح المنظومة الدولية مثل إصلاح مجلس الامن التابع للأمم المتحدة وتمثيل القارة الافريقية بما يتناسب مع عدد دول القارة وكثافة سكانها في المجلس يجعلنا ندعم ونشيد بمبدأ روسيا الاتحادية لإنشاء نظام دولي جديد عادل يٌجسد مبادئ ميثاق الامم المتحدة الذي يكفل الحقوق المتساوية في السيادة.

في كلمته، تحدث نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إير عن الوضع السياسي في السودان وأرجع الأزمة الحالية في السودان إلى تمرد قوات الدعم السريع الذي أدى إلى ارتكاب جرائم فظيعة وتسبب في معاناة إنسانية لم تحدث من قبل. وقال بأن الأحداث اندلعت في الخرطوم عاصمة السودان وبعض المدن الأخرى في دارفور، مما حال دون عمل العديد من المؤسسات الحكومية لأكثر من ثلاثة أشهر. تم سرقة وتخريب البنوك والأسواق والجامعات والوزارات والمصانع والمرافق الحكومية والمدارس والمنازل السكنية ومحطات المياه والكهرباء. أشار أيضًا إلى أن التمرد هاجم المستشفيات والمرافق الصحية وجعلها ثكنات عسكرية وأن المتمردين اقترفوا جرائم بشعة لا يمكن تخيلها ضد المدنيين، الذين استخدموهم كدروع بشرية. تعرضت البعثات الدبلوماسية والعاملون في المجال الإنساني أيضًا للهجوم. وبأن قوات المتمردين لا تحترم أي قواعد للاشتباك، ولا تلتزم بأي قوانين دولية أو إنسانية. انتهاكات القوات المتمردة كانت حربًا شاملة على العاصمة وبعض المدن في الولايات، كما استهدفت هذه القوات بعض الجماعات العرقية في دارفور في أبشع صور الجرائم ضد الإنسانية، مما أثار استنكارًا من قبل العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

في كلمته، أشار نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إير إلى مبادرات القارة الأفريقية ورؤيتها لحل قضاياها الداخلية بالحكمة الأفريقية ومن خلال مبدأ “حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية”، والذي يستحق الاحترام، فقد أثبت هذا النهج نجاحه في تجاوز كثير من العقبات. أكد السيد النائب أن نجاح هذا المبدأ يعتمد في المقام الأول على إشراك المعنيين واستشارتهم وعدم استبعادهم، خاصة وهم الأكثر تضررًا، ومن هذا المنطلق رحبت حكومة السودان بجميع المبادرات، خاصة الإقليمية منها منذ بدء الأزمة، شريطة أن تحترم هذه المبادرات سيادة الدولة ومؤسساتها الموجودة ووحدتها وتماسكها وعدم التدخل في شئونها الداخلية. وقد التزمت حكومة السودان والقوات المسلحة بشروط مفاوضات جدة التي نتجت عن المبادرة الأمريكية السعودية لوقف إطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، لكن قوات التمرد انتهكت جميع الهدن التي تم التوصل إليها واستغلتها لتقوية موقفها وإعادة انتشارها. وهنا شكر نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني جهود جمهورية مصر العربية على تنظيم واستضافة مؤتمر دول جوار السودان في القاهرة، بهدف إنهاء الحرب. وأعرب عن ترحيبنا بنتائج المؤتمر كما أعرب نائب رئيس المجلس عن استعداد حكومة السودان للتعاون مع اللجنة الوزارية التي خرج بها مؤتمر دول جوار السودان. وهذا هو موقف حكومة السودان في التعامل مع المبادرات التي تهدف لإنهاء الحرب في السودان وتحترم سيادته ووحدة أرضه.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version