وكالات – 1 يوليو 2023

قديمًا انحصر الفن الإفريقي في بعض المنحوتات الخشبية والأقنعة التي تعود للقبائل القديمة واللوحات ذات الطابع العرقي.
أما الآن يوجد جيل جديد من الفنانين فرضوا أنفسهم على الساحة العالمية وأصبحوا جزءًا لا يتجزأ من النشاطات الفنية العالمية.

من جانبها، تقول هانا أوليري، المتخصصة الفنية في دار سوذبيز في لندن: “لقد تغير سوق الفن الأفريقي الحديث والمعاصر بشكل كبير خلال العقد الماضي”.
ووصفت أوليري الاتجاه الجديد نسبيًا بأنه “طال انتظاره” ، مضيفة إن الفن الإفريقي أصبح الآن “مثيرًا ومبتكرًا وملائمًا”.

تطور الفن الإفريقي

في مايو الماضي، أقامت دار مزادات سوذبيز لأول مرة مزادًا مخصصًا لبيع الفن الأفريقي المعاصر والحديث.
المزاد ضم 100 عمل فني لـ 60 فناناً من 14 دولة أفريقية في النهاية، باعت الشركة 83 لوحة بإجمالي 3.8 مليون دولار لمشترين من 29 دولة حول العالم.
وهي نتيجة عكست بشكل واضح تطور الفن الإفريقي حيث يعتبرها الخبراء مؤشرًا مهمًا لسوق الفن العالمي.

مبيعات بأسعار قياسية

وشهد المزاد بيع الكثير من تلك الأعمال مقابل «أسعار قياسية» بحسب ما قالته أوليري.
وكانت القطعة الفنية التي حققت أعلى سعر بيع، عبارة عن عمل نحتي للفنان الغاني، الأناتسوي، يحمل اسم «الأرض تخرج المزيد من الجذور»، المصنوعة من أغطية الزجاجات والأسلاك، وقد تم بيعها مقابل 985 ألف دولار.
وأشارت سوذبي إلى بيع العمل النحتي «كراش ويلي» للفنان البريطاني – النيجيري ينكا شونيبير.

وكان يقد سعرها قبل المزاد بنحو 203 آلاف دولار، بسعر 305 آلاف دولار، وهو رقم قياسي عالمي بالنسبة له.

وأوضحت سوذبي أن المزاد شهد إقبالا كبيرا على أعمال الفنانين أنطونيو أولي من أنجولا، وباسكال مارتين تايو من الكاميرون، وابيودون أولاكو من نيجيريا، وأرماند بوا من ساحل العاج.

وتساهم معارض بينالي البندقية في إيطاليا، و«دوكيمنتا» في كاسل بألمانيا، بالإضافة إلى معرض «54:1» التجاري في لندن.

الذي من المقرر أن يعرض أعمالا من الدول الأفريقية الـ54 للمرة الخامسة في أكتوبر الحالي في الترويج للفن الأفريقي المعاصر.
وتساهم أيضا العلامة التجارية الفرنسية الراقية، «لويس فيتون»، في تشجيع الفن الأفريقي.

المتاحف أصبحت جاذبة

في الوقت نفسه، قالت إيما بيدفورد، مديرة دار مزادات أسباير في جنوب إفريقيا، “كل هذه الأحداث كان لها تأثير كبير على تصور الفن الأفريقي”.

نتيجة لذلك، تتم إضافة الأعمال الفنية من إفريقيا بشكل متزايد إلى المجموعات الدائمة للمتاحف الكبرى كما تقول بيدفورد.

وأضافت أن زوار إفريقيا يزورون الآن صالات العرض والمتاحف، وليس الحياة البرية فقط.

وفي الكثير من أنحاء أفريقيا، تستقطب مشاهد فنية نابضة المزيد من المعجبين أكبر من أي وقت مضى.

من بينها مركز «RAW» للفنون في داكار بالسنغال، ومركز الفن المعاصر في لاغوس بنيجيريا و«32 درجة مئوية» في كمبالا بأوغندا.

وفي فندق كمبينسكي بالعاصمة الغانية، أكرا، افتتح مؤخرا الفنان البريطاني – اللبناني، مروان زاخم، قاعة تحمل اسم «غاليري في 1957» للفن المعاصر.

وبالطبع، ليست كل الأشياء وردية، بحسب ما يشير إليه خبراء الفن. فبالمقارنة مع فناني أوروبا، ما زال الفن الأفريقي المعاصر أقل تمثيلا حول العالم.

وما زال الكثير من الفنانين الأفارقة الشباب يفتقرون إلى الدعم المؤسسي.

وحتى مصطلح «الفن الأفريقي» نفسه، فإنه يحمل صفة العمومية، حيث يجمع فنانين من 54 دولة أفريقية مثيرًا حالة من الارتباك.

جنوب إفريقيا الأبرز

وتستقر سوق الأعمال الفنية الأكثر رسوخا في القارة السمراء، في جنوب أفريقيا، القوية اقتصاديا.
وتضم مدينتا جوهانسبرغ وكيب تاون، العشرات من صالات العرض والمتاحف.
وفي وسط جوهانسبرغ، أصبحت منطقة مابوننج – التي تم إعادة تطويرها حديثا – بوتقة تجمع بين الفن والثقافة.
أما في كيب تاون، يأمل رجل الأعمال الألماني، يوخين زيتز، في الترويج للفن الأفريقي بصورة أكبر.
وافتتح المدير السابق للعلامة التجارية الرياضية الشهيرة، بوما، في 22 سبتمبر (أيلول)، متحف زيتز للفن المعاصر في أفريقيا (زيتز موكا).
ومن المتوقع أن يجذب المتحف مئات الآلاف من الزائرين من أنحاء العالم سنويا.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version