وكالات انباء 24-4-2023

بينما كانت الأزياء -ولا تزال- سمة مميزة في تاريخ وثقافات الأمم والشعوب، إلا أنها تظل بالنسبة للبيئة الأفريقية علامة خاصة وعنوانًا يميز أهلها وسكانها، لذلك كانت الحاجة إلى أخذ تلك الموضة بعين الاعتبار ضرورة ملحة، وهو ما جعلها تعود لتفرض نفسها بقوة وسط منافسة أساليب الموضة المتعددة.، حتى في أكثر الأماكن أهمية في عالم الأزياء.

الاهتمام بالأزياء الأفريقية حول العالم

استعرض تقرير في موقع NPR مدى الاهتمام بالأزياء الأفريقية حول العالم، موضحًا أنها جزء من معرض في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن بعنوان “أزياء أفريقيا”، وكانت أبرز التصاميم المعروضة هي قطعة داشيكي dashiki، وهو لباس ملون يغطي النصف العلوي من الجسم، ويتم ارتداؤه في الغالب في غرب إفريقيا، ويُعرف أيضًا باسم Kitenge في شرق أفريقيا، وهو عنصر شائع من الملابس في تنزانيا وكينيا، وينتج منه موديلات رسمية وغير رسمية، ويتنوع أسلوبه من ملابس بسيطة إلى بدلات مصممة بالكامل.

تاريخ الزي الأفريقي في متحف لندن

قطعة داشيكي القطنية باللون الأزرق الفاتح ترتكز على زي قبلي طويل الأكمام مفتوح العنق يعود تاريخه إلى قرون، بالإضافة إلى وشاح ملفوف برفق من كتف إلى آخر مثل التوجة الرومانية، وهي زي الرومان القدماء، وظهر ثوب داشيكي، وهو جزء من مجموعة Intsinzi Collection من بيت الأزياء الرواندي Moshions، لأول مرة على منصة عرض في العاصمة الرواندية كيغالي قبل خمس سنوات، وخطفت الأنظار بخطوطها الرشيقة بلمسة شبابية أنيقة، على الرغم من أسلوبها التقليدي للغاية.

تنوع الأزياء الأفريقية

أفاد التقرير أن المعرض المكون من طابقين بدا وكأنه منزل بسيط داخل أحد القاعات المستديرة بالمتحف، ويتضمن قطع أزياء تتنوع بين العباءات الجذابة إلى فساتين العمل العادية، مما يوضح أن أي قائمة من شركات الأزياء العالمية يجب أن تشمل المصممين الأفارقة، وأن الموضة ليست مقتصرة فقط على دور الأزياء الأوروبية الكبرى.

تطور الأزياء الأفريقية

النهضة والتطور اللاحق للأزياء الراقية في القارة الأفريقية هو ما يسعى معرض “أزياء أفريقيا” في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن إلى توضيحه وتقييمه، خاصةً أن كريستين تشينسكا، أمينة المعرض، عملت لسنوات عديدة كمصممة في العديد من ماركات الأزياء البريطانية الكبرى قبل حصولها على درجة الدكتوراه في الدراسات الثقافية في كلية جولدسميث في جامعة لندن، حيث ركزت أطروحتها على تأثير الثقافة الكاريبية على الزي البريطاني، ومنذ ذلك الحين، سعت إلى استكشاف العلاقة بين العِرق والثقافة والأزياء.

العلاقة بين الأزياء والثقافات

كريستين تشينسكا تم تكليفها بتوسيع المجموعة الدائمة لمتحف فيكتوريا وألبرت للمنسوجات والأزياء الأفريقية، وقالت في تصريحها لموقع NPR: “في جميع المجالات، هناك اعتراف بأننا بحاجة إلى فهم أوسع تقريبًا، فيما يتعلق بمفردات أشمل عند العمل لدمج العديد من الثقافات المختلفة التي ربما كانت مفقودة في الماضي، والتعرف على تاريخنا وإعادة النظر فيه”.

وتأمل أن ينجح المعرض في “إلهام وتشجيع” الزائرين من جميع الخلفيات والثقافات في تقديم لمحة عما تصفه بأنه “عبقرية الإبداع الأفريقي الذي غالبًا ما يتم استبعاده”.

نماذج للأزياء الأفريقية الفريدة

تُعد بدلة كريس سيدو Chris Seydou العريقة ذات اللون البرتقالي المميز، والقبعة ذات الحواف العريضة، رمزًا لقدرة المصمم الأفريقي على الدمج بين الخياطة الغربية المعاصرة والمواد الأفريقية الأصلية البسيطة، حيث عاش سيدو في بوركينا فاسو وساحل العاج قبل أن ينتقل إلى باريس، وعمل لدى إيف سان لوران في السبعينيات قبل أن يعود إلى غرب إفريقيا لافتتاح ورشة عمل خاصة به وإطلاق خط إنتاج خاص به.

غالبًا ما كان يستخدم قماشًا منقوشًا تقليديًا مثل “bògòlanfini” في مالي، مصبوغ بالطين المخمر، ولم يكتف بتسويق تصميماته في جميع أنحاء المنطقة، ولكن في مناطق أبعد في أوروبا والولايات المتحدة، قبل وفاته عام 1994.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version